2012/12/14

حديث وطن




وَطني..
وكأنّكَ الوطن الوحيد الذي يمكنني الحلم به, والسهر له, والغناء بإسمه ورسم ملامحه!
رغم مساحات الرحيل,الغربه والزمن الطويل.. أحبك!
رغم ملامح جدّتي الّتي تسكن تفاصيلك, وابتسامتها الّتي اشتُقّت من سمائك.. أحبك!
رغم قبر جدّي الّذي يحتل قطعة من أرضك.. أحبك!
ورغم كل شيء أشعر أنني لا يمكنني الإنتماء لسواك..

وطني..
_أتعلم يا وطني أن حروف " كلمتك " تؤلمُني!
لم أعش إلّا مُغتربه.. مُنذ كنت في خدري
كنت أحلم بِالعودة إليك..
كنت أحلم بالتنزه في أركانك والعيش فيك..
وضاع حلمي.. بعد أن وضعته بِ زُجاجة بحجم الشوق والحنين لِترابك
وضاعت الزُجاجه في بحر بِحجم الحب.. وحجم الإنتظار!

_أتلعم يا وطني!
أني أخبر الجميع عنك وأرفع رأسي فيك, رغم أنني لم أمضِ ما يذكر بك

_أتعلم يا وطني!
أني رسمت فيك بيتي، والإطلاله.. وتنفستُك وفاء

_أتعلم يا وطني!
بِالرغم من أنّك لم تكن كاملاً إلّا أنني أحببتُك، وأحببتُ من يحبك، ولم ألُم يوماً من يكنُّ في قلبه بغض أو كره لك.. لإنّه لا يعلم بحجم الإنتماء الّذي يشعر به المواطن لوطنه!

_أتعلم يا وطني!
بِالرغم من أنك دفعت والدي للغُربه.. وجدّي للتعب، وأقاربي للموت.. أحبك!

_أتعلم يا وطني!
أن بعض من ينتمون إليك "يُنافقون" في حُبك!

_أتعلم يا وطني!
أنّك لم تكن يوماً كاملاً، ولن تكون!
وأنّك دفعتنا لنغترب عنك وجعلت غصّة الحنين ترتابنا!
وأنّ غيرك يأخذ منّا ضريبة على اغترابنا.. ويُريدون أن نصدّق أو أن نستوعب معنى كلمة "تكاتف عربي" نعم يا وطني فَ التكاتف في الوطن الّذي أعيش فيه أن أدفع ضريبة غير مُقنعه وكأن ضريبة الغربه لا تكفي!

_أتعلم يا وطني!
أني أحلم بك كما يحلم الآخرون
- إخراج المنافقون منك.
- إحياء أركانك .
- وتعليم حُبك لكل العالم.

_أتعلم يا وطني!
أنا أعلم أنّك مخدّر بِالألم والخيبه، فأبناؤك تركوك
لكنّهم تركوك حين حاجه.. فاغفر لاحتياجهم!
وآمن كُل الإيمان بِرجوعهم.. فهم وعدوك بِالرجوع

/

آه يَا وطني..
أتشعر بألمي؟
بحجم الوجع؟
أتسمع تنهيدي؟

أحتاجك أن تنتفض..
أحتاجك أن تقف على قدميك وتقاوم ماتكسّر فيك، وتعود.. لأعود.. ونعود إليك من جديد
أحتاجك أن تؤمن بأنّ عزتُّك عائدة.. وأكثر
أحتاجك أن تصبر.. لأصبر


وتأكد..
أنّي سأخبر الجميع عنك
وسأغني لأطفالي بِإسمك..
وسأكتبك.. حُباً في كل القلوب


:
~
:


سَـاره سُلطان.

ليست هناك تعليقات: