2012/08/11

بليده

وإنّي أهوى أن أكونَ بليدة !

حتّى إذا ما فُطر قلبي ، لا أبكي


وإذا ما تهشمّت أحلامي ، لا أبكي
وإذا ما الأصحابُ خانوني ، لا أبكي
وإذا ما الأحباب جرحوني ، لا أبكي
وإذا ما الدُنيا بِ دناوتها ظلمتني ، لا أبكي
وإذا ما رأيت الجوع يقتل بعضهم ، لا أبكي
وإذا ما رأيتُ بشراً يُفضلون الدُنيا على الآخره ، لا أبكي
وإذا ما صادفتُ بشراً لغير الله بِ حاجةٍ ، لا أبكي

وماذا به لو هويت التبلّد !

فَ رقة قلبي أهلكَتني
وسؤالي عن الآخرين أخذ منّي ولا شيء أعطني!

ماذا لو أصبحتُ أشدُّ من الحجر

لا إذا هواء أتاني تحرّكت ، ولا إذا نزل المطر عليه شَعَرْ !
أهوى أن أكون بليدة مع فئةٍ من البشر
أغصُّ ألف مرة عندما أتذكر أنّهم " بشر " !

وماذا به لو هويت التبلّد !!

أغريب أن يقول رقيق قلب كلام مرير !
عفواً لم يعد هُناك شيء غريب ..
أصبحنا في زمنٍ عجيب !
كل شيء به جائز ، حتّى التبلّد

فكما يهوى البعض النومَ بغير حين

ويهوى بعضهم عشقاً ممزوجاً بِ الوفاء وكُلّهُ حنين
أهوى التبلد ..
أهوى أن اتمرّغ بماء يُغطّيني بطبقةٍ شفافه من التبلد
لا يعلمُ بسرّها سواي
فَ أتبلّد على حئالة البشر ، والليل ، والأحلام
وحاجة البعض وَ ظواهر الفقر ..
أتبلّد على من يشترونَ بِ اموالهم أسخف الأشياء ولا يبالون لأحدٍ مُنكسر

فَ أهوى أن أتبلّد وأتبلّد وأتبلّد لـِ انسى أنا كما نسيَ بعضهم [ أنّهم بشر ]


فماذا به لو هويت التبلّد !؟

ليست هناك تعليقات: